“وإذا مرضت فهو يشفين” تجسد معنى عميق في النفس البشرية، مو بس على مستوى الإيمان، لكن بعد على مستوى التحليل النفسي وردة فعل الإنسان تجاه المرض.
بداية، المرض مو بس شي جسدي، أحيانًا النفس تمرض قبل الجسد، والإنسان يصير مثل اللي شايل ثقل على روحه، ما يدري وين يوديه. لما يمرض الواحد، يكتشف إن الجسد بروحه مو كفاية، وإنه يحتاج قوة أكبر منه علشان يتشافى، سواء كانت قوة إيمانية، طبية، أو حتى نفسية.
الحين، من ناحية التحليل النفسي، المرض ممكن يكون له جذور نفسية، مثل ما فرويد كان يقول عن الأمراض النفسجسمية (Psychosomatic Disorders)، يعني الجسد يعبر عن اللي النفس ما تقدر تقوله. وايد ناس تمرض لما تضغط على نفسها، وتعيش بتوتر مستمر، وتصير أعراضهم الجسدية رسالة مخفية عن مشاعر مكبوتة.
لكن ليش “فهو يشفين” تعطي راحة؟ لأن الإنسان بطبيعته يحتاج يثق بشي أكبر منه، يعطيه الإحساس إن في أمل، وإن حتى لو الطب ما لقى حل، في شي أعظم قادر على الشفاء. وهني يجي دور “الإيحاء النفسي”، اللي يخلينا نؤمن بالشفاء، ولما نؤمن، يتفاعل الجسد والعقل مع هالفكرة، ونبدأ نحس بتحسن، حتى لو كان المرض عضوي.
بعد، في نقطة مهمة، بعض الناس لما تمرض تحس إن المرض عقوبة، لكن هني التحليل النفسي يقول غير، المرض أحيانًا يكون دعوة للتوقف، لإعادة التفكير بالحياة، أو حتى لإعطاء نفسك فرصة للاستراحة.
فمن الناحية النفسية، الإيمان بأن الله هو الشافي مو بس فكرة دينية، لكنها مصدر قوة نفسية تساعد الإنسان يتخطى الألم، وتعطيه أمل حتى في أحلك الظروف. لأن النفس لما تطمئن، الجسد يتجاوب، وهني تصير معجزة الشفاء اللي الطب أحيانًا يعجز عن تفسيرها
﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ (الذاريات: 22)
يعني لا تحاتين، لا تضايقين، ولا تحسبين رزقج بيد أحد…
رزقج فوق، عند ربج، مو عند خلقه.
مرات نحس إن الدنيا قافله، الشغل مو ماشي، الناس مو واقفة ويانا، والفرص تطوفنا… بس الله يقول لج:
“ترى رزقج مكتوب، وموعودج محفوظ… بس ثقي.”
هالآية تطمن قلبج، تقولج:
“لا تربطين رزقج بوضعج، ولا بفلان، ولا بوحده ساعدتج أو ما ساعدتج… رزقج فوق، عند اللي ما ينسى، عند اللي يعرف متى يعطي ومتى يمنع.”
وتشمل مو بس الفلوس، لا…
رزقج بالحب، بالراحة، بالفرحة، بالدعاء اللي ناطر يتحقق… كله فوق مكتوب لج، وياه اليوم اللي ينزل فيه.
فكل ما ضاق صدرج، قوليها بينج وبين نفسج:
“رزقي بالسماء، مو بالدنيا…”
وأنا واثقة إن ربي ما ينسى أحد.
⸻
آية تهدي القلب، وتربّت على الروح… لأنها من رب كريم، ما ينسى عبده أبد
لا تعليق